Akhlak
موسوعة الأخلاق الإسلامية: الصدق
معنى الصدق لغةً: اَلصِّدْق ضِدَّ الْكَذِبِ
مَعْنَى الصِّدْقِ اِصْطِلَاحًا: (هُوَ الْخَبَرُ عَنْ الشَّيْءِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ وَهُوَ نَقِيضٌ الْكَذِبِ) ((الواضح في أصول الفقه)) لابن عقيل (1/129).
اَلتَّرْغِيب فِي الصِّدْقِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:
– قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119]
– وقوله: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35]
اَلتَّرْغِيب فِي الصِّدْقِ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ:
(1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا (رواه البخاري (6094) ومسلم (2607)).
(2) عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ (رواه الترمذي (2518) والنسائي (5711))
أَقْوَالُ السَّلَفِ فِي الصِّدْقِ:
– وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ [البقرة: 42] : (أي لَا تَخْلِطُوا الصِّدْقُ بِالْكَذِبِ) (رواه الطبري في ((تفسيره)) (1/568))
اَلْوَسَائِل الْمُعَيَّنَةِ عَلَى الصِّدْقِ:
(1) مُرَاقَبَة اللَّهِ تَعَالَى:
يَسْتَحْضِرَ أَنَّ كَلِمَاتِهِ وَخَطَرَاتَهُ، وَحَرَكَاتُهُ وَسُكُنَاتُهُ كُلَّهَا مُحْصِيَةٌ مَكْتُوبَةٌ . قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18]. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ [الانفطار: 10-11].
(2) اَلْحَيَاءُ:
اَلْحَيَاء يَحْجُبُ صَاحِبُهُ عَنْ كُلِّ مَا هُوَ مُسْتَقْبَحٌ شَرْعًا وَعُرْفًا وَذَوْقًا. وَالْمَرْءُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَعْرِفَ بَيْنَ النَّاسِ أَنَّهُ كَذَّابٌ
(3) صُحْبَة الصَّادِقِينَ:
فقال –عز وجل-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119]. أي: اِقْتَدَوْا بِهُمْ وَاسْلُكُوا سَبِيلهُمْ وَهُمْ اَلَّذِينَ اِسْتَوَتْ ظَوَاهِرَهُمْ وَبَوَاطِنَهُمْ وَوَفَوْا بِعُهُودِهِمْ وَصَدَّقُوا فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ.
(4) إِشَاعَة الصِّدْقِ فِي الْأُسْرَةِ:
اَلْإِسْلَام يُوصِي أَنْ تَغْرِسَ فَضِيلَةُ الصِّدْقِ فِي نُفُوسِ الْأَطْفَالِ ، حَتَّى يَشِبُّوا عَلَيْهَا ، وَقَدْ أَلَّفُوهَا فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ كُلَّهَا. فعن عبد الله بن عامر قال: (دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا. فَقَالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ. قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ), (رواه أبو داود (4991)، وأحمد (3/447) (15740))
(5) اَلدُّعَاءُ:
أَمْرُ اَللَّهِ نَبِيَّهُ أَنْ يَسْأَلَهُ اَلصِّدْقُ فِي اَلْمُخْرِجِ وَالْمَدْخَلِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [الإسراء: 80]
(6) مَعْرِفَة وَعِيدِ اللَّهِ لِلْكَذَّابِينَ وَعَذَابِهِ لِلْمُفْتَرِينَ:
قَدْ جَاءَتْ اَلنُّصُوصُ اَلْكَثِيرَةُ اَلَّتِي تُحَذِّرُ مِنْ اَلْكَذِبِ ، وَتَبَيَّنَ سُوءُ عَاقِبَتِهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَلِهَذَا فَإِنَّ تَذْكِيرَ اَلنَّفْسِ بِهَا ، مِمَّا يُعَيِّنُ اَلْمَرْءُ عَلَى اَلصِّدْقِ فِي أَحْوَالِهِ كُلُّهَا